الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **
فاستشار الأعيان فأشاروا عليه بالتجنيد. فردّ على مسعود بقوة نفس. وأخذ يتهيأ. فانزعج أهل بغداد وعلّقوا السلاح. ثم إنّ الراشد قبض على إقبال الخادم وأخذت حواصله فتألّم العسكر لذلك وشغبوا ووقع النهب. ثم جاء زنكي وسأل في إقبال سؤالًا تحته إلزام. فأطلق له. ثم قبض الراشد على أستاذ داره ثم خرج بالعساكر فجاء عسكر مسعود فنازلوا بغداد وقاتلهم الناس وخامر جماعة أمراء إلى الراشد. ثمّ بعد أيام وصل رسول مسعود يطلب من الراشد الصلح فقرئت مكاتبته على الأمراء فأبوا إلا القتال. فأقبل مسعود في خمسة آلاف راكب ودام الحصار واضطرب عسكر الخليفة والقصة فيها طول. ثم كاتب مسعودٌ زنكي ووعده ومنّاه وكتب إلى أمراء زنكي. إنكم إن قتلتم زنكي أعطيتم بلاده. وعرف زنكي فرحل هو والراشد ونزل بغداد. فدخلها مسعودٌ فأظهر القول واجتمع إليه الأعيان والعلماء وحطّوا على الراشد. وبالغ في ذلك عليُّ بن طراد وقيل بل أخرج مسعود خط الراشد يقول إني متى جندت انعزلت ثم نهض علي بن طراد بأعباء القضية واجتمع بالقضاة والمفتين وخوّفهم وأرهبهم إن لم يخلعوا الراشد. وكتب محضرًا فيه: إن أبا جعفر بن المسترشد بدا منه سوء فعالٍ وسفك دماءٍ وفعل مالا يجوز أن يكون معه إمامًا. وشهد بذلك جماعةٌ. ثم حكم ابن الكرجي وهو قاضٍ بخلعه في ذي القعدة. وأحضروا محمد بن المستظهر فبايعوه ولقّبوه المقتفي لأمر الله. ثم أخذ مسعود جميع ما في دار الخلافة حتى لم يدع في دار الخلافة سوى أربعة أفراس. فقيل إنهم بايعوه على أن لا يكون عنده خيل ولا آلة سفر. وبايعه مسعود يوم عرفة. وفيها كبس عسكر حلب بلاد الفرنج بالساحل فأسروا وسبوا وغنموا وشرع أمر الفرنج يتضعضع. وفيها توفي نصر البئّار إبراهيم بن الفضل الإصبهاني الحافظ روى عن أبي الحسين بن النقور وخلق. قال ابن السمعاني: رحل وسمع وما أظنّ أحدًا بعد ابن طاهر المقدسي رحل وطوّف مثله أو جمع الأبواب كجمعه إلا أنّ الإدبار لحقه في آخر الأمر. وكان يقف في سوق إصبهان ويروي من حفظه بسنده. وسمعت أنه يضع في الحال. وقال لي إسماعيل بن محمد الحافظ: اشكر الله كيف ما لحقته. وأمّا ابن طاهر المقدسي فجرّب عليه وسلطان بن يحيى بن عليّ ب عبد العزيز زين القضاة أبو المكارم القرشيّ الدمشقيّ. روى عن أبي القاسم بن أبي العلاء وجماعة وناب في القضاء عن أبيه ووعظ وأفتى. وعليّ بن أحمد بن منصور بن قبيس الغسّاني أبو الحسن المالكي النحويُّ الزاهد شيخ دمشق ومحدّثها روى عن أبي القاسم السميساطي وأبي بكر الخطيب وعدّة. قال السِّلفي: لم يكن في وقته مثله بدمشق. كان زاهدًا عابدًا ثقةً. وقال ابن عساكر: كان متحرّزًا متيقّظًا منقطعًا في بيته بدرب النقّاشة أو بيته الذي في المنارة الشرقية بالجامع مفتيًا يقرئ الفرائض والنحو. وأبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه الأصبهاني المزكّى راوي [مسند الروياني] عن أبي الفضل الرازي توفي في ذي القعدة. وأبو عبد الله محمد بن حمويه الجوينيّ الزاهد شيخ الصوفية بخراسان. له [مصنّفٌ في التصوف]. وكان زاهدًا قدوةً عارفًا بعيد الصيت. روى عن موسى بن عمران الأنصاري وجماعة وعاش اثنتين وثمانين سنة. وهو جدّ بني حمّويه. وأبو بكر محمد بن علي بن أبي ذرّ الصالحاني مسند إصبهان في زمانه وآخر من حدّث عن أبي طاهر بن عبد الرحيم الكاتب. كان صالحًا صحيح السماع. توفي في جمادى الآخرة عن اثنتين وتسعين سنة. وآخر أصحابه عين الشمس. وأو عبد الله الفراوي محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي النيسابوري فقيه الحرم. راوي [صحيح مسلم] عن الفارسي. روى عن الكبار ولقي ببغداد أبا نصر الزّينبي وتفرّد بكتبٍ كبار وصار مسند خراسان. وكان شافعيًّا مفتيًا مناظرًا. صحب إمام الحرمين مدة وعاش تسعين سنة. توفي في شوال. سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة فيها دفع زنكي الراشد المخلوع عن الموصل فسار نحو أذربيجان وتسلّل الناس عنه وبقي حائرًا. فنفذ مسعود ألفي فارس ليأخذوه ففاتهم وجاء إلى مراغة. فبكى عند قبر أبيه وحثا على رأسه التراب. فرقّ له أهل مراغة وقام معه داود بن السلطان ولد محمود. فالتقى داود ومسعود فقتل خلقٌ من جيش مسعود. وصادر مسعود الرعية ببغداد وعسف. وفيها سار عسكر دمشق فالتقوا فرنج طرابلس فكسروهم ولله الحمد. وفيها هزم الأتابك زنكي الفرنج بالشام وأخذ منهم قلعة بعرين ثم سار إلى بعلبك فتملّكها. وفيها توفي إسماعيل بن أبي القاسم القارئ أبو محمد النيسابوري روى عن أبي الحسن عبد الغافر وأبي حفص بن مسرور. وكان صوفيًّا صالحًا ممن خدم أبا القاسم القشيريّ. ومات في رمضان وله اثنتان وتسعون سنة. وقد روى [صحيح مسلم] كلّه. وتميم بن أبي سعيد أبو القاسم الجرجانيّ. روى عن أبي حفص بن مسرور وأبي سعد الكنجروذي والكبار. وكان مسند هراة في زمانه. توفي ي هذه السنة أو في التي قبلها. وطاهر بن سهل بن بشر أبو محمد الاسفراييني الدمشقي الصائغ عن إحدى وثمانين سنة. سمع أباه وأبا بكر الخطيب وأبا القاسم الحنّائي وطائفة. وكان ضعيفًا. قال ابن عساكر: حكّ اسم أخيه وكتب بدله اسمه. وأبو جعفر الهمذانيُّ محمد بن أبي عليّ الحسن بن محمد الحافظ الصدوق. رحل وروى عن ابن النقور وأبي صالح المؤذّن والفضل بن المحبّ وطبقتهم بخراسان والعراق والحجاز والنواحي. قال ابن السمعانيّ: ما أعرف أنّ في عصره أحدًا سمع أكثر منه. توفي في ذي القعدة. وأبو القاسم بن الطبر هبة الله بن أحمد بن عمر الحريريّ البغداديّ المقرئ. قرأ بالروايات على أبي بكر محمد بن موسى الخيّاط وهو آخر أصحابه وسمع من أبي إسحاق البرمكيّ وجماعة. وكان ثقةً صالحًا ممتّعًا بحواسه. توفي في جمادى الآخرة عن ست وتسعين سنة. وأبو عبد الله يحيى ين الحسن بن أحمد بن البنّاء البغداديُّ روى عن أبي الحسين بن الآبنوسي وعبد الصمد بن المأمون. وكان ذا علمٍ وصلاحٍ. توفي في ربيع الأول. سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة فيها قويت شوكة الراشد بالله وكثرت جموعه فلم ينشب أن قتل. وفيها توفي أبو نصر الغازي أحمد بن عمر بن محمد الإصبهاني الحافظ. قال ابن السمعانيّ: ثقةٌ حافظٌ ما رأيت في شيوخي أكثر رحلةً منه. سمع أبا القاسم بن منده وأبا الحسين بن النقور والفضل بن المحبّ وطبقتهم. وكان جماعة من أصحابنا يفضّلونه على إسماعيل التيمي الحافظ. توفي في رمضان. قلت: عاش ثلاثًا وثمانين سنة. وأحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن أحمد الحافظ بقيّ ابن مخلد أبو القاسم القرطبي المالكي. أحد الأئمة. روى عن أبيه وابن الطلاع. وأجاز له أبو العباس بن دلهاث. توفي في سلخ العام عن سبع وثمانين سنة. والفقيه أبو بكر الدينوري احمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد الحنبلي. من أئمة الحنابلة ببغداد. تفقّه على أبي الخطاب. وروى عن رزق الله. وإسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن الفقيه أبو سعد النيسابوري الشافعي. روى عن أبيه وأبي حامد الأزهري وطائفة. وتفقّه على إمام الحرمين وبرع في الفقه ونال جاهًا ورئاسة عند سلطان كرمان. توفي ليلة الفطر وله نيّف وثمانون سنة. وسعيد بن أبي الرجاء محمد بن بكر أبو الفج الإصبهانيّ الصيرفيّ الخلال السمسار. توفي في صفر عن سنٍ عالية. فإنه سمع سنة ستٍ وأربعين من أحمد ابن محمد بن النعمان القصّاص. وروى [مسند أحمد بن منيع] و [مسند العدني] و [مسند أب يعلى] وأشياء كثيرة وكان صالحًا ثقة. وعبد المنعم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن أبو المظفّر القشيريّ النيسابوريّ آخر أولاد الشيخ وفاةً. عاش سبعًا وثمانين سنة. وحدّث عن سعيد البحيريّ والبيهقيّ والكبار. وأدرك وأبو الحسن الجذامي علي بن عبد الله بن محمد بن سعيد بن موهب الأندلسي أحد الأئمّة. أجاز له أبو عمر بن عبد البرّ وأكثر عن أبي العبّاس ابن دلهاث العذريّ وصنّف تفسيرًا وكتابًا في الأصول. وعمّر إحدى وتسعين سنة. وعليّ بن علي بن عبيد الله أبو منصور الأمين والد عبد الوهاب بن سكينة. روى [الجعديّات] عن الصريفيني. وكان خيّرًا زاهدًا يصوم صوم داود. وكان أمينًا على أموال الأيتام ببغداد. عاش أربعًا وثمانين سنة. وفاطمة بنت عليّ بن المظفر بن زعبل أمُّ الخير البغداديّة الأصل النيسابوريّة المقرئة. روت [صحيح مسلم] و [غريب الخطّابي] عن أبي الحسن الفارسي. وعاشت سبعًا وتسعين سنة. وكانت تلقّن النساء. وقيل توفيت في العام المقبل. وأبو الحسن الكرجيّ محمد بن عبد الملك الفقيه الشافعي شيخ الكرج وعالمها ومفتيها. قال ابن السمعانيّ: إمامٌ ورعٌ فقيه مفت محدَّثٌ أديبٌ. أفنى عمره في طلب العلم ونشره. وروى عن مكّي السلاّر وجماعة. قلت: له قصيدةٌ مشهور في السنّة. توفي في شعبان في عشر الثمانين. والراشد بالله أبو جعفر منصور بن المسترشد بالله الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بالله الهاشميّ العباسيّ. خطب له بولاية العهد أكثر أيام والده وبويع بعده. وكان شابًا أبيض مليحًا تام الشكل شديد البطش شجاع النفس حسن السيرة جوادًا كريمًا شاعرًا فصيحًا لم تطل دولته. خرج من بغداد إلى الجزيرة وأذربيجان فخلعوه لذنوبٍ ملفّقةٍ فدخل مراغة وعسكر منها وسار إلى أصبهان معه السلطان داود بن محمود فحاصرها وتمرّض هناك. فوثب عليه جماعةٌ من الباطنية. قتلوه وقتلوا. وقيل قتلوه صائمًا يوم سادس وعشرين رمضان وله ثلاثون سنة. وخلّف نيّفًا وعشرين ابنًا. وقد غزا أهل همذان وعبرها في أيام عزله وظلم وعسف وقتل كغيره. ونوشروان بن محمد بن خالد الوزير أبو نصر القاشاني. وزر للمسترشد والسلطان محمود. وكان من عقلاء الرجال ودهاتهم وفيه دينٌ وحلمٌ وجودٌ مع تشيّعٍ قليل. توفي في رمضان وقد شاخ. وابو الحسن يونس بن محمد بن مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله ابن مغيث القرطبيّ العلاّمة أحد الأئمة بالأندلس. كان رأسًا في الفقه وفي الحديث وفي الأنساب والأخبار وفي علوّ الإسناد. روى عن أبي عمر بن الحذّاء وحاتم بن محمد والكبار. وتوفي في جمادى الآخرة عن خمس وثمانين سنة. قال أبو الفرج بن الجوزي: فيها كانت زلزلةٌ عظيمة بجنزة أتت على مائة ألف وثلاثين ألفًا أهلكتهم. فسمعت شيخنا ابن ناصر يقول: جاء الخبر إنه خسف بجنزة وصار مكان البلد ماء أسود. وأما ابن الأثير فذكر ذلك في سنة أربع الآتية وأنَّ الذين هلكوا مائتا ألف وثلاثون ألفًا. وفيها اختلف السلطان سنجر وخوارزم شاه أتسز. فالتقيا فانهزم خوارزم شاه وقتل ولده. وملك سنجر البلد. وأقام بها نائبًا. فلما رجع جاء إليها خوارزم شاه فهرب النائب منه. وفيها توفي الشيخ أبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي جمرة المرسي. روى عن جماعةٍ وانفرد بالإجازة عن أبي عمرو الداني. وزاهر بن طاهر أبو القاسم الشحّامي النيسابوريّ المحدّث المستملي الشروطيّ. مسند خراسان. روى عن أبي سعد الكنجروذي والبيهقي وطبقتهما. ورحل في الحديث أوّلًا وآخرًا. وخرّج التخاريج وأملى نحوًا من ألف مجلس. ولكنه كان يخلّ بالصلوات فتركه جماعة لذلك. توفي في ربيع الآخر. وجمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الدمشقيّ الشافعي مدرِّس الغزاليّة وألأمينيّة ومفتي الشام في عصره. صنَّف في الفقه والتفسير وتصدر للإشغال والرواية. فحدّث عن أبي نصر بن طلاب وعبد العزيز الكتّاني وطائفة. وأوّل ما درّس بمدرسة أمين الدولة سنة أربع عشرة وخمس مائة. ومحمود بن بوري بن طغتكين الملك شهاب الدين صاحب دمشق. ولي بعد تل أخيه شمس الملوك إسماعيل. وكان أمه زمرّد هي الكلّ. فلما تزوّج بها الأتابك زنكي وسار إلى حلب قام بتدبير المملكة معين الدين أنر الطغتكيني فوثب عليه جماعة من المماليك فقتلوه في شوال وأحضروا أخاه محمدًا من مدينة بعلبك فملّكوه. وهبة الله بن سهل السيّدي أبو محمد البسطاميّ ثم النيسابوريّ. فقيه صالحٌ متعّبدٌ عالي الإسناد. روى عن أبي حفص بن مسرور وأبي يعلى الصابوني والكبار. توفي يف صفر. سنة أربع وخمس مائة فيها حاصر دمشق زنكي. وفيها توفي أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي الهروي العدل روى عن أبي المليحي ومحلّم الضّبي. توفي في صفر. ومحمد بن بوري بن طغتكين صاحب دمشق جمال الدين كان ظالمًا سيء السيرة. ولي دمشق ويحيى بن علي بن عبد العزيز القاضي الزكيّ أبو الفضل القرشيّ الدمشقي قاضي دمشق وأبو قضاتها سمع من عبد العزيز الكتاني وطائفة ولزم الفقيه نصر المقدسي مدّة. توفي في ربيع الأول. ويحيى بن بطريق الطرسوسيّ ثم الدمشقي. روى عن أبي بكر الخطيب وأبي الحسين محمد بن مكي توفي في رمضان. سنة خمس وثلاثين وخمس مائة فيها ألحّ زنكي على دمشق بالحصار وخرّب قرى المرج وعاث بحوران ثم التقاه عسكر دمشق وقتل جماعة ثم ترحل إلى الشرق. وفيها توفي إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ الكبير قوام السنة أبو القاسم التيمي الطلحيّ الإصبهاني. روى عن أبي عمرو بن منده وطبقته بإصبهان وأبي نصر الزيني ببغداد ومحمد بن سهل السرّاج بنيسابور. ذكره أبو موسى المديني فقال: أبو القاسم إمام أئمة وقته وأستاذ علماء عصره وقدوة أهل السنّة في زمانه. أصمت في صفر سنة أربع وثلاثين ثم فلج بعد مدة وتوفي بكرة يوم عيد وقال ابن السمعاني: هو أستاذي في الحديث وعنه أخذت هذا القدر. وهو إمامّ في التفسير والحديث واللغة والأدب عارفٌ بالمتون والأسانيد وأملى بجامع إصبهان قريبًا من ثلاثة آلاف مجلس. وقال أبو عامر العبدريّ: ما رأيت شابًا ولا شيخًا قطّ مثل إسماعيل التيميّ. ذاكرته فرأيته حافظًا للحديث عارفًا بكل علم متفنّنًا. وقال أبو موسى: صنّف شيخنا إسماعيل [التفسير] في ثلاثين مجلّدة كبار وسماه [الجامع]. وله [الإيضاح] في التفسير أربع مجلدات. و [الموضح] في التفسير ثلاث مجلدات. وله [المعتمد] في التفسير عشر مجلدات. و [تفسير] بالعجمي عدّة مجلدات رحمه الله. ورزين بن معاوية أوب الحسن العبدريّ الأندلسي السرقطسيّ مصنف [تجريد الصحاح]. روى كتاب [البخاري] عن ابي مكتوم بن أبي ذرّ [وكتاب مسلم] عن الحسين الطبري. وجاور بمكة دهرًا. وتوفي في المحرم. وأبو منصور القزّاز عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيبانيّ البغداديّ ويعرف بابن زريق. روى عن الخطيب وأبي جعفر بن المسلمة والكبار. وكان صالحًا كثير الرواية. توفي في شوال عن بضع وثمانين سنة. وعبد الوهاب بن شاه أبو الفتوح الشاذياخي النيسابوريّ التاجر. سمع من القشيريّ [رسالته] من أبي سهل الحفصي [صحيح البخاري] ومن طائفة. توفي في شوال. وأبو الحسن بن توبة محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار بن توبة الأسديُّ العكبريُّ الشافعي المقرئ. روى عن أبي جعفر بن المسلمة وأبي بكر الخطيب وطائفة. توفي في صفر. وتوفي أخوه عبد الجبّار بعده بثلاثة أشهر. وروي عن أبي محمد الصريفيني وجماعة. وكان الأصغر. ومحمد بن عبد الباقي بن محمد القاضي أبو بكر الأنصاريُّ البغداديّ الحنبليّ. البزّاز مسند العراق ويعرف بقاضي المارستان. حضر أبا إسحاق البرمكيّ وسمع من علي بن عيسى الباقلاني وأبي محمد الجوهري وأبي الطّيب الطبري وطائفة. وتفقّه على القاضي أبي يعلى وبرع في الحساب والهندسة وشارك في علومٍ كثيرة وانتهى إليه علو الإسناد في زمانه. توفي في رجب وله ثلاث وتسعون سنة وخمسة أ شهر. قال ابن السمعاني: ما رأيت أجمع للفنون منه نظر في كلّ علم. وسمعته يقول: تبت من كلّ علمٍ تعلمته إلا الحديث وعلمه. ويوسف بن أيوب أبو يعقوب الهمذاني الزاهد شيخ الصوفية بمرو وبقية مشايخ الطريق العاملين. تفقّه على الشيخ أبي إسحاق فأحكم مذهب الشافعي وبرع في المناظرة ثم ترك ذلك وأقبل على شأنه. وروى عن الخطيب وابن المسلمة والكبار. وسمع بإصبهان وبخارى وسمرقند. ووعظ وخوّف وانتفع به الخلق. وكان صاحب أحوال وكرامات توفي في ربيع الأوّل عن أربع وتسعين سنة. سنة ست وثلاثين وخمس مائة فيها كانت ملحمةٌ عظيمةٌ بين السلطان سنجر وبين الترك الكفرة بما وراء النهر أصيب فيها المسلمون وأفلت سنجر في نفر يسير بحيث أنه وصل بلخ في ستة أنفس وأسرت زوجته وبنته. وقتل في جيشه مائة ألف أو أكثر. وقيل إنّه أحصي من القتلى أحد عشر ألف صاحب عمامة وأربعة آلاف امرأة. وكانت الترك في ثلاث مائة ألف فارس. وأبو سعد الزوزني أحمد بن محمد الشيخ أبي الحسن علي بن محمود بن ماخوَّة الصوفي. روى عن القاضي أبي يعلى الفرّاء وأبي جعفر بن المسلمة والكبار. توفي في شعبان عن سبع وثمانين سنة. قال ابن ناصر: كان متسمّحًا فرأيته في النوم فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي وأنا في وأبو العباس بن العريف أحمد بن محمد بن موسى الصِّنهاجي الأندلسي الصوفيّ الزاهد. قال ابن بشكوال: كان مشاركًا في أشياء من العلم ذا عناية بالقراءات وجمع الروايات والطرق وحملتها وكان متناهيًا في الفضل والدين منقطعًا إلى الخير. وكان العباد وأهل الزهد يقصدونه ويألفونه. قلت: لما كثر أتباعه توهّم السلطان وخاف أن يخرج عليه. فطلبه فأحضر إلى مرّاكش فتوفي في الطريق قبل أن يصل. وقيل: توفي بمرّاكش في صفر وله ثمان وسبعون سنة. وكان من أهل المريّة. وإسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو القاسم بن السمرقندي الحافظ ولد بدمشق سنة أربع وخمسين وسمع بها من الخطيب وعبد الدائم الهلالي وابن طلاب والكبار وببغداد من الصريفيني فمن بعده. قال أبو العلاء الهمداني: ما أعدل به أحدًا من شيوخ العراق. توفي في ذي القعدة. وعبد الجبّار بن محمد بن أحمد أبو محمد الخواريّ الشافعيُّ المفتي إمام جامع نيسابور. تفقّه على إمام الحرمين وسمع البيهقيّ والقشيريّ وجماعة. توفي في شعبان عن إحدى وتسعين سنة. وابن برّجان وهو أبو الحكم عبد السّلام بن عبد الرحمان بن أبي الرجال اللخميّ الإفريقيّ ثم الإشبيلي العارف شيخ الصوفية ومؤلِّف [شرح الأسماء الحسنى] توفي غريبًا بمرّاكش. قال ابن الأبّار: كان من أهل المعرفة بالقراءات والحديث والتحقق بعلم الكلام والتصوّف مع الزهد والاجتهاد في العبادة. وقبره بإزاء قبر ابن العريف. وشرف الإسلام عبد الوهاب بن الشيخ أبي الفرج الحنبليّ عبد الواحد ابن محمد الأنصاري الشيرازي ثم الدمشقي. الفقيه الواعظ شيخ الحنابلة بالشام. بعد والده ورئيسهم. وهو واقف المدرسة الحنبليّة بدمشق. توفي في صفر وكان ذا حرمة وحشمة وقبول وجلالة ببلده. وأبو عبد الله المازري محمد بن علي بن عمر المالكي المحدِّث مصنف [المعلم في شرح مسلم] كان من كبار أئمة زمانه. توفي في ربيع الأول وله ثلاث وثمانون سنة. مازر بفتح الزاي وكسرها بليدة بجزيرة صقلية. وهبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاوس أبو محمد البغداديّ إمام جامع دمشق. ثقة مقرئ محقّق. ختم عليه خلقٌ. وله اعتناء بالحديث. روى عن أبي العبّاس بن قبيس وأبي عبد الله ابن أبي الحديد وببغداد من البانياسي وطائفة وبإصبهان من ابن شكرويه وطائفة وهو آخر ويحيى بن عليّ أبو محمد بن الطرّاح المدبّر. روى عن عبد الصمد بن المأمون وأقرانه. وكان صالحًا ساكنًا. توفي في رمضان. سنة سبع وثلاثين وخمس مائة فيها توفي صاحب ملطية محمد بن الدانشمد واستولى على مملكته مسعود بن قلج أرسلان صاحب قونية. والحسين بن علي سبط الخيّاط البغدادي المقرئ أبو عبد الله. قال ابن السمعاني: شيخٌ صالح ديِّنٌ حسن الإقراء. يأكل من كدّ يده. سمع الصريفيني وابن المأمون والكبار. وأبو الفتح بن البيضاوي القاضي عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد أخو قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي لأمّه. سمع أبا جعفر بن المسلمة وعبد الصمد بن المأمون وكان متحريًّا في أحكامه. توفي جمادى الأولى ببغداد. وعليُّ بن يوسف بن تاشفين أمير المسلمين صاحب المغرب. كان يرجع إلى عدلٍ ودينٍ وتعبُّد وحسن طويّة وشدّة إيثار لأهل العلم وتعظيمٍ لهم وذمٍّ للكلام وأهله. ولما وصلت إليه كتب أبي حامد أمر بإحراقها وشدّد في ذلك ولكنه كان مستضعفًا مع رؤوس أمرائه فلذلك ظهرت مناكير وخمور في دولته. فتغافل وعكف على العبادة. وتوثب عليه ابن تومرت ثم صاحبه عبد المؤمن. توفي في رجب عن إحدى وستين سنة. وتملّك بعده ابنه تاشفين. وعمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن لقمان النسفي السمرقندي الحنفي الحافظ ذو الفنون. يقال له مائة مصنّف. روى عن إسماعي بن محمد النوحي فمن بعده وله أوهام كثيرة. وكوخان سلطان الترك والخطا الذي هزم المسلمين وفعل الأفاعيل في السنة الماضية واستولى على سمرقند وغيرها. هلك في رجب ولم يمهله الله. وكان ذا عدل على كفره تملك بعده بنته مديدةً وهلكت فولي بعدها أمّها. ومحمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز القاضي المنتخب أبو المعالي القرشيُّ الدمشقيُّ الشافعيُّ قاضي دمشق وابن قاضيها القاضي الزكيّ. سمع أبا القاسم بن أبي العلاء وطائفة وسمع بمصر من الخلعي وتفقّه على نصر المقدسي وغيره. توفي في ربيع الأول عن سبعين سنة. ومفلح بن أحمد أبو الفتح الروميّ. ثم البغداديّ الورّاق. سمع من أبي بكر الخطيب والصريفيني وجماعة. توفي في المحرم. فيها حاصر سنجر مدينة خوارزم. وكاد أن يأخذها خوارزم شاه أتسز وبذل الطاعة. وفيها توفي أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن البغدادي الصفّار المقرئ. روى عن ابن المسلمة وعبد الصمد بن المأمون. وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي الحافظ مفيد بغداد. سمع الصريفيني وطبقته ومن بعده. قال أبو سعد: حافظٌ متقنٌ كثير السماع واسع الرواية دائم المبشر سريع الدمعة. جمع وخرّج لعله ما بقي جزء عالٍ أو نازل إلا قرأه وحصّل به نسخةً. ولم يتزوج قط. توفي في المحرّم وله ست وسبعون سنة. وعليّ بن طراد بن محمد الوزير الكبير أبو القاسم الزينبي العباسيّ. وزر للمسترشد والمقتفي وسمع من عمه أبي نصر الزينبي وأبي القاسم بن البسري. وكان صدرًا نبيلًا كامل السؤدد بعيد الغور دقيق النظر ذا رأيٍ ودهاءٍ وإقدامٍ. نهض بأعباء بيعة المقتفي وخلع الراشد في نهارٍ واحد. وكان الناس يتعجبّون من ذلك. ولما تغيّر عليه المقتفي وهمّ بالقبض عليه احتمى منه بدار السلطان مسعود ثم خلص ولزم داره واشتغل بالعبادة والخير إلى أن مات في رمضان. وكان يضرب المثل بحسنه في صباه. وأبو الفتوح الأسفراييني محمد بن الفضل بن محمد ويعرف أيضًا بابن المعتمد الواعظ المتكلِّم. روى عن أبي الحسن بن الأخرم المديني. ووعظ ببغداد. وجعل شعاره إظهار مذهب الأشعريّ وبالغ في ذلك حتى هاجت فتنةٌ كبيرة بين الحنابلة والأشعرية. فأخرج من بغداد فغاب مدةً ثم قدم وأخذ يثير الفتنة ويبثّ اعتقاده. ويذمُّ الحنابلة. فأخرج من بغداد وألزم بالإ قامة ببلده. فأدركه الموت ببسطام في ذي الحجة. وكان رأسًا في الوعظ أوحد في مذهب الأشعريّ. له تصانيف في الأصول والتصوف. قال ابن عساكر: جرأ من رأيته لسانًا وجنانًا , أسرعهم جوابًا وأسلسهم خطابًا. لازمت حضور مجلسه فما رأيت مثله واعظًا ولا مذكرًا. وقال أبو طالب بن الحديثي القاضي: كنت جالسًا فمرّ أبو الفتوح وحوله جمٌّ غفيرٌ وفيهم من يصيح يقول: لا بحرف ولا بصوت بل عبارة. فرجمه العوام وكان هناك كلبٌ ميتٌ فتراجموا به وصار من ذاك فتنة كبيرة. وأبو القاسم الزمخشريّ محمود بن عمر الخوارزميّ النحويّ اللغويّ المفسّر المعتزليّ صاحب [الكشّاف] و [المفصّل]. عاش إحدى وسبعين سنة. وسمع ببغداد من ابن البطر وصنف عدة تصانيف. وسقطت رجله فكان يمشي في جاون خشب. وكان داعيةً إلى الاعتزال كثير
|